بات انفجار بركان الموديعين في لبنان قريب. فمع اشتداد الأزمة الاقتصادية، وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل اللّيرة الّلبنانية، لم يعد لدى اللبناني أي شيء يخسره. فجميع أمواله في المصرف قد تبخّرت. أصبح يتوسّل أصحاب المصارف لكي يستطيع سحب ١٠٠$.
لم يعد أحد بمقدوره تحمّل هذه الأزمة الّتي كبُرت لتصبح بعمر الثلاثة سنوات.
٣ سنوات مرّت، والوعود كاذبة. أخترعت المصارف عملاتٍ وهمية لكي تُسكت المودع، وتجعله يقبل بالقليل. الى أنّ لم يعد أحد يستطيع التّحمل.
شهد لبنان في آخر أسبوع سلسلة اقتحامات للمصارف.
قرّر المودعون اقتحام البنوك لاسترداد حقوقهم بالقوّة، ما دفع البنوك الى التسكير.
سالي حافظ فتاة لبنانية، من عائلة لم يكن يوماً تاريخها حافل بالاجرام وخرق القانون.
اقتحمت سالي مصرف في لبنان حاملةً سلاحها ومهدّدةً، فهي تريد مبلغ عشرين ألف دولار لكي تعالج أختها المريضة بالسرطان. نجحت سالي باخذ المبلغ وهربت.
وكانت سالي الأولى من بين سبعة موديعين قاموا باقتحام بنوك في لبنان الأسبوع الماضي.
مسلسل اقتحام البنوك متوقّعاً، فلبنان يعيش تضخمًا اقتصادياً كبيراً، ففي السابق كان الدولار يساوي ١٥٠٠ ليرة لبنانية، أمّا اليوم فقد وصل سعر صرفه الى ٣٨٠٠٠ ليرة لبنانية أي أكثر ب ٢٥ مرة، في وقتٍ مازالت رواتب اللبنانيين على حالها، وأصبح الحد الأدنى للأجور لا يتخطّى ال ٢٠$ شهرياً للكثير من العائلات.
أماّ عن الغلاء المعيشي، فقد حلّ لبنان بالمركز الثاني عالمياً على مؤشر البنك الدولي لتضخم أسعار الغذاء بنسبة ٢٤٠٪ .